انتشار الإقطاعيات في أوروبا وعدم معرفتها للدولة بالمعنى الحديث إلا بعد الثورة الفرنسية
وكذلك حتى في ناحية التملك، فقد كان المسلمون يمتلكون من المزارع، والضياع، وما أعطاهم الله تعالى من المصانع كما يشاءون، وأما هناك فأمر آخر تماماً، فكانت الدولة في أوروبا عبارة عن مجموعة من الإقطاعيات؛ ولذلك فهم يقولون: إن مفهوم الدولة لم تعرفه أوروبا أصلاً إلا في العصر الحديث بعد الثورة الفرنسية، وأما قبل عندما يقال: ملك بريطانيا ، أو ملك فرنسا أو غيرها فلم تكن دولاً بالمعنى المفهوم الحديث على الإطلاق، وإنما كانت مجموعة إقطاعيات كما يسمونها.وهذا الكلام نحتاجه وهو ضروري جداً؛ ليس لأنه مفيد لنا كمعلومات؛ ولكن لأن أكثر أبناء المسلمين اليوم في كل الجامعات، وفي جميع العالم يدرسون: أن الذي علم الناس الحضارة، وعلمهم الرقي، وعلمهم المساواة هي أوروبا ، وثورة أوروبا ، وحضارة أوروبا ، فنذكر هذا حتى نعرف كيف تغير حقائق بدهية، فيجب أن نعلمها، وأن نقيم الحجة على هؤلاء.فقد كانت دول أوروبا مثل: فرنسا و ألمانيا عبارة عن إقطاعيات، والإقطاعية: هي أرض واسعة فيها عدة قرى ومزارع، ويملكها رجل واحد، وإذا مات يرثها ابنه الأكبر، فهذا هو نظام الإرث عند هؤلاء الكفار، وهو موجود إلى الآن عند الإنجليز وغيرهم، فالابن الأكبر يرث التركة، ففكرهم فكر إقطاعي.